معرض تشكيلي بساحة الثقافة - نوفمبر 2009

الفن في كل مكان في مدينة القيروان، حيث تستضيف هذه المدينة معرض "جمعية الفنانين التشكيليين القيروانيين".
وقد انطلقت التظاهرة بإقامة معرض واسع النطاق للفن المعاصر في الخامس من نوفمبر الحالي. وقدم المعرض رئيس الجمعية الفنان نجيب عبان في حضور جمهور واسع من متابعي الشأن الثقافي على رأسهم والي القيروان السيد ياسين بربوش. وتحدث بشيء من الإسهاب عن تقنياته، ومعالجاته الفنية في رسم العمل الفني الذي يعتمد على أكثر من مدرسة وأسلوب، ولم تَفتْه الإشارة الى تعبيريته الغنائية اللافتة للإنتباه.
إلا أن معرض 2009 – على عكس المعارض السابقة – لم يكن له اسم أو موضوع محدد، وبعبارات بسيطة، فإن الفكرة تدور حول "الحجم"، أو كما تطلق عليها الجمعية إسم " المعرض العملاق " كونه يضم بين جنباته أكثر من عشرين عملاً فنياً بأحجام كبيرة جداً منفَّذة كلها بالأكريليك لا تستطيع قاعة الحليوي للمعارض أن تحتويها مما حتم عرضها في أماكن مختلفة من ساحة الثقافة.
وقد تعمّدت الجمعية أن تغري زوّارها، وتستدرجهم الى متاهة معرضها الكبير. ومكمن الإغراء هنا هو اختيار مكان مميز للعرض يستقطب جمهورا واسعا من الطلبة وغيرهم.
تبدو اللوحات محتفية بفتنتها وقد أظهرت حرصاً كبيراً على تجاوز الأطر التقليدية، وكأنها تدعو محبي الثقافة البصرية والمولعين بها الى زيارة هذا المعرض التشكيلي الذي يتوفر على إستثناءات ومفاجآت كثيرة! وتهيمن على لوحاته المتفرقة مناخات شفافة على رغمٍ من إستعمال الفنانين لطبقات لونية سميكة وصريحة، إلا أن معالجاتهم للسطوح بألوان حارة نابضة، وأخرى باردة واهنة تكشف لنا هذه المزواجة بين النقيضين عبر الثنائية اللونية التي يمكن أن نصطلح عليها بالصراحة والغموض.