مواضيع مماثلة
قابس: الصنائع والحرف الفنية لدى ابن خلدون
صفحة 1 من اصل 1
قابس: الصنائع والحرف الفنية لدى ابن خلدون
ثقافة شعبية: نصوص أعدّها للنشر شاكر لعيبي: "الصنائع والحرف الفنية لدى ابن خلدون"
تونس/المدى
في (سلسلة الفنون) التي ينشرها المعهد العالي للفنون والحرف بقابس، جنوب الجمهورية التونسية، صدر كتاب جديد يحمل عنوان "الصنائع والحرف الفنية لدى ابن خلدون" وهي نصوص نسّقها وأعدّها للنشر ومهّد لها الشاعر العراقي شاكر لعيبي أستاذ تاريخ الفن وسيميائيات الصورة في المعهد المذكور.
والقراءات التي يتضمنها الكتاب تنحني، للمرة الأولى، على موضوعة واحدةٍ محددةٍ في الفكر الخلدونيّ: الحرف الفنية والصنائع. هذا أمرٌ جديدٌ تقريباً يلقي الضوءَ بطريقةٍ منهجيةٍ شديدة السطوع على حقل مخصوص من الحقول الكثيرة التي مرّ عليها العلامة في سياق مشروعه الفكري في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي، وهو قرن يترافق، ويا للمفارقة التاريخية، مع بداية عصر النهضة الأوربي" كما كتب محرر الكتاب في تمهيده.
يتضمن الكتاب سبع دراسات طوال استهلّها بحث سلوى النجار (تلازم العمل والعلم في الصنائع لدى ابن خلدون) ورأت فيه أن: "ابن خلدون (1332 ـ 1406م) إذ يتحدّث في مراتب الصنائع، يصنّفها حسب درجة تركيبها، يقول: "ثمّ إنّ الصنائع منها البسيط ومنها المركب". والبسيط من الصنائع عنده "هو الذي يختصّ بالضروريات والمركب هو الذي يكون للكماليات" فالمعيار إذن اجتماعيّ ولكنه يعكس حاجة المجتمع وتطوّرها، فما دعت إليه حاجة المجتمع وكان ضروريّا كان بسيطا، وما عدّ مطلبا كماليّا كان مركّبا".
أما شاكر لعيبي فقد عالج في بحثه (الحرف الفنية في الفكر الخلدوني) مشكلة الحرف الفنية مقدما فرضية جديدة تزعم أن ابن خلدون يقدم في الحقيقة (مدينة فاضلة) مزدهرة". ويقول لعيبي: "يقوم المفكّر بتقديم تصوّر براغماتيكي لمدينةٍ فاضلةٍ مكتمِلَة، قَدَرُها النمو ثم الشيخوخة ثم الموت، لكنها مدينةٌ مرسومةٌ بخطوطٍ سوداء وبيضاء تقريباً،وسكّانها لا يستطيعون إلا القيام بحرفةٍ واحدةٍ مستجيبين، ككائناتٍ ثابتةٍ وسلبيةٍ، لشَرْطَيْ الانحطاط أو الازدهار للمدينة من دون إرادةٍ واضحةٍ من طرفهم، مُلبّين احتياجاتٍ خارجية لأنهم تقريباً من دون احتياجات روحية، بل حاجاتهم محض عقليةٍ. التأنق والرفاهية والسلوك الراقي وحرف الترف هي انعكاس لازدهار برانيّ. لا يطرد ابن خلدون أحداً من المدينة (إلا النساء اللواتي لم يقل شيئاً عن أدوارٍ ممكنة لهنَّ فيها)، فلكلٌّ دورُه ومسارُه الدقيق: الصنائع والدين والسحر والعلوم الصرف والآداب. غير أنه، وهو يرى عدم الإمكانية الفعلية لمدينةٍ لا احتياجات تشكيلية عميقة فيها، يعترف في لحظات نادرة من المقدمة بروعة وبهاء الخلق الفنيّ ولذته، متوصلاً إلى وصف تخريمات الأشكال المجسّمة مثلا بأنها: "قطع الرياض المنمنمة"، ووصف الخط الرفيع: بجمال الرّونق وحسن الرّواء".
وكتب الأستاذ محمد بن حمودة (منصب الصناعة في المتن الخلدوني) وهي مقالة ذات روح فلسفي يطرح فيها ما معناه أن ابن خلدون لا يستعير في (المقدمة) شيئا يُذكر من الفكر الأغريقي. أما السيد محمد محسن الزارعي فكتب دراسة بعنوان (في معاني الصنائع الفنية وإشكاليات تصنيفها) مقترحا وضع تقسيمات ابن خلدون للحرف في سياق جديد. وفي دراسة محمد غوجة وهو أستاذ الموسيقى في المعهد المذكور (حول صناعة الغناء في مقدمة ابن خلدون) ففيها يعالج الباحث حرفة الغناء حسب رؤية العلامة. بينما كتب محمد الهادي دحمان عن (جودة الصّنائع في فكر ابن خلدون) منبها إلى معيار التجويد كأحد المعايير النقدية الجمالية الأساسية في المقدمة. وكتب محسن التومي أخيراً (الفكر الخلدوني بين الأصالة والحداثة) حيث يقدم خلاصة عن السجالات الدائرة حاليا في تونس والعالم العربي عن فكر ابن خلدون.
ولعل الجديد والممتع في الكتاب أن منسّقه قد أدرج في نهايته نصوصَ العلامة ابن خلدون التي تمسّ مباشرة أو مداورة الصنائع عموما والحرف الفنية خصوصا.
تونس/المدى
في (سلسلة الفنون) التي ينشرها المعهد العالي للفنون والحرف بقابس، جنوب الجمهورية التونسية، صدر كتاب جديد يحمل عنوان "الصنائع والحرف الفنية لدى ابن خلدون" وهي نصوص نسّقها وأعدّها للنشر ومهّد لها الشاعر العراقي شاكر لعيبي أستاذ تاريخ الفن وسيميائيات الصورة في المعهد المذكور.
والقراءات التي يتضمنها الكتاب تنحني، للمرة الأولى، على موضوعة واحدةٍ محددةٍ في الفكر الخلدونيّ: الحرف الفنية والصنائع. هذا أمرٌ جديدٌ تقريباً يلقي الضوءَ بطريقةٍ منهجيةٍ شديدة السطوع على حقل مخصوص من الحقول الكثيرة التي مرّ عليها العلامة في سياق مشروعه الفكري في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي، وهو قرن يترافق، ويا للمفارقة التاريخية، مع بداية عصر النهضة الأوربي" كما كتب محرر الكتاب في تمهيده.
يتضمن الكتاب سبع دراسات طوال استهلّها بحث سلوى النجار (تلازم العمل والعلم في الصنائع لدى ابن خلدون) ورأت فيه أن: "ابن خلدون (1332 ـ 1406م) إذ يتحدّث في مراتب الصنائع، يصنّفها حسب درجة تركيبها، يقول: "ثمّ إنّ الصنائع منها البسيط ومنها المركب". والبسيط من الصنائع عنده "هو الذي يختصّ بالضروريات والمركب هو الذي يكون للكماليات" فالمعيار إذن اجتماعيّ ولكنه يعكس حاجة المجتمع وتطوّرها، فما دعت إليه حاجة المجتمع وكان ضروريّا كان بسيطا، وما عدّ مطلبا كماليّا كان مركّبا".
أما شاكر لعيبي فقد عالج في بحثه (الحرف الفنية في الفكر الخلدوني) مشكلة الحرف الفنية مقدما فرضية جديدة تزعم أن ابن خلدون يقدم في الحقيقة (مدينة فاضلة) مزدهرة". ويقول لعيبي: "يقوم المفكّر بتقديم تصوّر براغماتيكي لمدينةٍ فاضلةٍ مكتمِلَة، قَدَرُها النمو ثم الشيخوخة ثم الموت، لكنها مدينةٌ مرسومةٌ بخطوطٍ سوداء وبيضاء تقريباً،وسكّانها لا يستطيعون إلا القيام بحرفةٍ واحدةٍ مستجيبين، ككائناتٍ ثابتةٍ وسلبيةٍ، لشَرْطَيْ الانحطاط أو الازدهار للمدينة من دون إرادةٍ واضحةٍ من طرفهم، مُلبّين احتياجاتٍ خارجية لأنهم تقريباً من دون احتياجات روحية، بل حاجاتهم محض عقليةٍ. التأنق والرفاهية والسلوك الراقي وحرف الترف هي انعكاس لازدهار برانيّ. لا يطرد ابن خلدون أحداً من المدينة (إلا النساء اللواتي لم يقل شيئاً عن أدوارٍ ممكنة لهنَّ فيها)، فلكلٌّ دورُه ومسارُه الدقيق: الصنائع والدين والسحر والعلوم الصرف والآداب. غير أنه، وهو يرى عدم الإمكانية الفعلية لمدينةٍ لا احتياجات تشكيلية عميقة فيها، يعترف في لحظات نادرة من المقدمة بروعة وبهاء الخلق الفنيّ ولذته، متوصلاً إلى وصف تخريمات الأشكال المجسّمة مثلا بأنها: "قطع الرياض المنمنمة"، ووصف الخط الرفيع: بجمال الرّونق وحسن الرّواء".
وكتب الأستاذ محمد بن حمودة (منصب الصناعة في المتن الخلدوني) وهي مقالة ذات روح فلسفي يطرح فيها ما معناه أن ابن خلدون لا يستعير في (المقدمة) شيئا يُذكر من الفكر الأغريقي. أما السيد محمد محسن الزارعي فكتب دراسة بعنوان (في معاني الصنائع الفنية وإشكاليات تصنيفها) مقترحا وضع تقسيمات ابن خلدون للحرف في سياق جديد. وفي دراسة محمد غوجة وهو أستاذ الموسيقى في المعهد المذكور (حول صناعة الغناء في مقدمة ابن خلدون) ففيها يعالج الباحث حرفة الغناء حسب رؤية العلامة. بينما كتب محمد الهادي دحمان عن (جودة الصّنائع في فكر ابن خلدون) منبها إلى معيار التجويد كأحد المعايير النقدية الجمالية الأساسية في المقدمة. وكتب محسن التومي أخيراً (الفكر الخلدوني بين الأصالة والحداثة) حيث يقدم خلاصة عن السجالات الدائرة حاليا في تونس والعالم العربي عن فكر ابن خلدون.
ولعل الجديد والممتع في الكتاب أن منسّقه قد أدرج في نهايته نصوصَ العلامة ابن خلدون التي تمسّ مباشرة أو مداورة الصنائع عموما والحرف الفنية خصوصا.
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 821
السٌّمعَة : 22
نقاط : 144
تاريخ التسجيل : 26/07/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى